وضعتَ أكاذيبكَ على عتبة المساء
لعلّ مجنونة مثلي تأتي لتحملَها في حقيبة يديها
تتزينُ بحروفِها الملونة أمام مرآتي
تنثر شَعرَها على قصاصاتِ الفصول
لا تهتم للوقت و لا لعيونٍ تلاحقها
فتأخذ حقيقتك المطبوعة معها
تلبس كذبتكَ في حفلة المساء
تسافر في بحور جنونها
و في عطرها الباريسي
الذي اشترته من محطات خداعك
فكيف أقنعُها أنك كذبة
أو تمرّ ممثلة موهوبة
كانت تجول في شوارع غربتها
وحيدة
فوجدتْ من أكاذيبك بدعة
تحترفها
تقف أمام جماهير المقاعد المخملية
لتقدم عرضًا مسر حيًّا
تصفق له مدنٌ على حدود أحلامها
فكيف أقنعها أنك كستائر الشهرة
تغلَق عندما ينتهي دورُها
سمعت طرْقًا خفيفًا على الباب
فابتعدت
خوفًا أن تكون ريح آذار أعادتك لي
كما كنت
بهيًا .. وسيمًا ..
تلمع على شفتيك ابتسامة ساحرة
ابتعدت
خوفًا أن تثور أشواقي على وعيي
فتعودُ بي لطريق أكسر به خطوات قراري
كنت به ممثلًا لأحلامي
تصنع الحكايات على خشبة المسرح
فتتسلق أدراج الشهرة
لتعلوَ بعيدًا و تختفيَ بين أوراق الزيزفون
تصطاد دلالات حروفِك بخيطٍ غليظ
فأجلس أمامك أحيك منها
شالًا يدثر كتفيّ من ثلوج صمتك ..
تشرب فنجان قهوتك المعتقةِ بأنفاسي
لأصبح كدخان سيجارتك
تبعثره في وقتك الضائع
أمسكتَ باقاتٍ من أحلامي
و ضعتَها في جيب معطفك
و قلت
سأعود .. فأنتِ عشقي الخالد
أمضي زمنًا على أريكة الانتظار
ألوك الحنين و المسافات
أنثى عاشت الوهم حتى ثملتْ
فصارتْ تترنَّحُ في غرف قصائدك..
فهل كنتَ مجردَ جريدة أو قصيدة
وجدتُهما صدفة على عتبة أيامي
و صدقتُ الشعارات بها وكلمات الحب
عشقتُ الإعلاناتِ المبوبةَ التي زيَّنتَ بها جدرانَ قلبي
وأخبارَ عودتِك و قوافي الشوق
التي كنت أبحث عنها بين حروف أشعاري
شاهد ايضا
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات