ذات حب قررنا الرحيل
حين دقت الأحلام نوافذ جفوننا
تدق ناقوس الفرح
لتوقظنا
لتطعم الأمل النائم إلى جوارنا
ثم تدعونا لولائم الغرب
حتى تعلقنا بعنق زجاجة
و قِبلة الأمنيات
ذات حب وهمسة
بسطت لك يدي
لتقرأ خارطة الهمس
عندما شعرت أن الصمت يأكل أيامنا
محدثًا ضجيجًا فواحًا في أرواحنا
زرعتَ لي الغيم على أطراف الطريق
لنحدث الاختفاء عن عيون المتطفلين
عن ثرثرة الوجع و الحنين
ذات حب وكلمة
كتبت على ورق الياسَمين حكايتَنا
و جدلت ضوء الشمس على شرفتي
حتى شربنا من المسافات الشوق
و شربنا الانتظار المعتق في أيامنا
حتى ثمِلنا وجعًا
حتى تزاحمت أنفاسنا المعلقة بالعناق
و تعانقت نظراتنا المكسوة باللهفة
فتدثرنا بالخيال وبعضٍ من البنفسج
ذات حب و موجة
رحنا ننسج الحكايات على ضوء نجمة
حتى عصفت الرياح في شرياننا
ارتجفنا
كلما ارتجف تقويم الخطوات داخلنا
تمور في حناجرنا صرخة
لم ندرك مبعث ولادتِها
قدمنا القرابين للقمر
ليحمينا من غول العتمة
فبكينا
على حافة المآذن
بينما العيونُ مشرعةٌ نحو الشرق
و كلما تململنا و اعترضنا
تغرز خناجرُ مدببة نتوءاتِها في عين السماء
فينزف تشرين ورقًا أصفرًا
لتركضَ أرتال الرمال تحتنا
ماحيةً بلادًا نكرر رسمها فوقها
ذات حب وحنين
كبرت الصرخة داخلنا
كبرت حدّ الانفجار على أبوابِ السماء
التي فتحت يديها لتستقبلنا
فدخلنا من شَقٍ صغير
لزقاقٍ خالٍ إلا من جدران
مستسلمة لانهمار المطر
مستسلمة لرحمة شوارع خاوية
رماديةٍ كخوفنا
زرقاءَ كبحرنا الأعرج
ذات حب و خطوة
نظرنا حولنا
لا شيء ينقذنا من هلاكنا الوشيك
سوى قارب يتلألأ شراعُه
كما يتلألأ الجمرُ تحت الكستناء
فتسري في جسدنا نشوة لذيذة
و لسعة بردٍ قاسية
بينما تتسلق الرطوبة تضاريسَ وجهينا
يخترق الملح مساماتنا المختنقة بالدموع
يتغلغل كالوجع المسعور
تحرسنا النوارس و الغيوم
و أفق مجنون
يثور و يجول
يجمع الغيم من حولنا
كبُرتِ الصرخة داخلنا
فرجمنا الألم بحجر لازورديّ
ذات حب و دهشة
ربتت يداك على كتف المدينة
فسكن الألم
ضمدتَ الأيام بابتسامة
لتنسينا الماضي العقيم
و نثرتَ عطر الحياة من حولي
هرولنا بعيدًا
نتكئ على الفجر
أمسكت يديك
لأحتمي بمعطفك من زخات غربتنا
كي لا أشعر بضجيج المدينة البيضاء
كي لا تلتهم عقارب برية لغتنا
فكنت أنا و أنت و فنجانُ قهوتنا المحلاة
في مقهى المتعبين من المنفي
تجمعنا أغنية و قُبلة
لنطرز أرواحَنا بألف حافة للفرح
شاهد ايضا

محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات