على مفترق الأيام
أوقفتني إشارة ذاتي الممنوعة من الصرف
فرحت أراوغ الفراغ ووعيي
أراوغ المرايا الواقفة على الحياد
وعينيكَ اللتينِ تستعطفانِ ظنوني
أتلفت حولي كسجينة هاربة
كل شئ يتبعنا
الشجر .. الموج .. الغيم
ألجأ لظلي الذي يسبقني
ليتخطى السياجَ قبلي ويتركني
يستعجل الرحيل مثلك
بينما عيونُ ذلك الحارس
تتابع زفراتِنا
و حقيبتَنا المدججة برائحة البحر و البارود
نظر إلينا نظرة شكّ
ختم على غربتنا
ثم أخلى سبيلنا
قال بصوت ساخر
اذهبا
فما ينتظركما يشفي انتقامي
على مفترق الشوق
أوقفتني إشارة ذاتي الممنوعة من الصرف
همست بسخرية
ليتَكَ كنت ظلي
لأسبقك خارج الحدود
فسمعت صوتك يصهل في شراييني
كان الصوت يدفعني للأمام
يتعقب أنفاسي
يلتصق بثيابي
فأشم رائحة عطري الغجري
و هو يناوش الهواء ويديك
فاتحًا لي نوافذَ السماء
و ذكرياتٍ تطل على موجة
و زيزفونة تركتها خلفي
و بيتٍ كنت أعرفه
قلت
أريد أن أحبك
حتى يورق السُكَّر على كفيّ
لينسيني طعم الموت
تناثر الضوءُ من حولنا
كفراشات الربيع
كأوراق الخريف
كأنه يقيم حفل تأبين لماضينا
على مفترق المسافات
أوقفتني إشارة ذاتي الممنوعة من الصرف
و أنا أعتصر تذكرة الأمان بقوة
خوفًا أن يتسرب منها اسمي
بينما تتراجع قدماي
فتقترب السماء أكثر
تقترب حدّ النوم على وسادة غيمة
نسيت التفاصيل و الحدود
نسيت الوقت و المكان
أغمضت جفنيّ و نمت
و ما بين النوم و اليقظة
سمعت أنفاسي تلامس الأرض
فأيقظتَني قائلًا
لقد وصلنا لمدينة لا ينام فيها الضوء
على مفترق الحنين
أوقفتني ذاتي الممنوعة من الصرف
تحديت نظرتَك
قلت سأكتب الوطن يومًا كما أردت
كما أريد
كما أردنا
حتى رأيت الحبر و هو يتسلل من قلمي
يلتصق بالورق و يبكي .....
فتراجعت حتى التصقت بالجدار البارد
حتى نزفت مشاعري على الرخام
فركعت بالقرب منها
أبعد عنها ظل غربتي
لأضمد جراحها
حتى أصبحت كطفلة صغيرة
تقهقه جوعًا للحياة
فافترشت لها ضلوعي بيتًا
مخبأً تأوي إليه
حين تصبح حروفًا ممنوعة من النشر
على مفترق العمر
أوقفتني إشارة ذاتي الممنوعة من الصرف
فركضت السنين
أميالًا فوق الورق ركضًا مجنونًا
ترسم الأخاديد و التجاعيد على السطور
تزرع مستعمرات الحنين بلا هوادة
تستعطي دموعي الصبر من قلبك
لأعيد صياغة الحاضر
جمعتَ قصاصات الحكاية
و أوراق الورود الميتة
لأضعهم في قارورة عطري
فسمعت المطر على نافذتي
يدعوني
يهطل على جسدي الجاف
على حروفي التي تصحرت
ليغسل روحي من شوائب النسيان
على مفترق الحياة
أوقفتني ذاتي الممنوعة من الصرف
حين أعجبتك مدنٌ تلبس ثيابَ العيد
و تتعطر باللافندر
تزينت الأشجار و الطرقات بالأضواء
داهمتني عقارب الساعة
في غابات أفكارِ تكتظ بلغة جديدة
كانت تثير في نفسي الشك و السؤال
هل يورِق الياسمين في مدينة مزينة بالثلج ؟؟
فأورقت بين فواصل عمري
فاكهة تمردٍ لذيذة
أتذوقها مع فنجان قهوةٍ بلا هال
لها مذاق غريب
كقطعة كعك غربية
يصنعها طباخ ماهر بنكهة عربية
شاهد ايضا

محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات