English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

جلسنا كيتيمين



جلسنا كيتيمين

على جسر حُلم يسكنه البنفسج

بينما تتكاثر تجاعيد الأمنيات على وجهينا

تُمسِكُ بيدي تستحثُّ جنوني

فيراودُني شبح مدينتِنا

و دالية تتشابك فروعُها

و ابتسامةٌ هاربةٌ من الأنين

حين اندمج ظلكَ بفنجان قهوتي
رأيتُ مرايا عينيك في  قاعِ أفكاري

كبحرٍ ثائرٍ لا شطآنَ له

سماؤه ملبدة بسحب الحرب الداكنة

قطعتَ غيمة خيالي قائلًا

أكتبي لي قصيدة

تمطرني بنجمتين تسكنانِ عينيكِ

لأسكن أرضًا لا يتعرى بها الظل من جسدي


لأتهجى منهما نبض قلبي و الوطن

نبضة نبضة


غصَّ صوتي بالشوق

كما غَص المكان بالكتب و الأحلام و الجنون

و تناثرت لغتي بين أهازيج المساء و يديْك

كما تتناثر قطرات الندى على نوافذ قلبي

لجمتني  لغة غريبة

أشعلتِ البراكينَ في دربي

فاحترتُ أين الهرب

فكل الدروب توصلني للغرب

لطرقات تستحمُّ تحت الشمس

و غاردينيا تكلل شرفاتِ غربتنا

قُلتَ باستجداءٍ غامض

إنسجي من حبي حلمًا على وسادتك


يحتضن وجهَك بين أثير لهفتي

قلتُ و الهواجس تعتصر تفكيري

علمني كيف أكتبكَ قصيدة عشق

علِّمني كيف أخيط من حبر البهجة غطاءً

يدثرنا من الجوع و الوجع و الحنين

علمني كيف تختفي الأماكن من ذاكرتنا

لتبقى ضلوعُك المكان الوحيد الذي يحتويني

يحتوي جنوني و دموعي


يحتوي شوقي و شجوني

خطفتُ جرعة من السكون


لأمسح الحزن من ملامحك بابتسامة و قبلة

تكلل ذلك الإصرار العنيد في همساتك


حتى شعرتُ أنني أتربع على السطور

كملكةٍ متوجةٍ على عرش الوقت

أنحني عليها بخشوع اليقين

كأني في معبد كبير

قابعةٌ في مكاني

أخاف الوقوف كي لا أتوه فيه

فهو واسعٌ كالمدى

تتماوج أعمدته الزرقاء مع الضوء

و أنا أتوسط البياض

كالفاصلة

لا أعرف البداية

و لا أين ستكون النهاية

كبُر مدار حَيرتي

عندما تعلقت عيناكَ بظلي الذي يكبر

يتسع ليحتضنه بصمت

فيذوب العناق في نقطة بيضاء

وسط الخطوط الداكنة الغارقة في لُجَّة البَوح

أغرس بصري في أيقونة أبجديتي و الورق

الذي غرق في حبر الحنين


لتأخذني الذكريات بعيدًا

إلى أول الرحيل

حين بحثنا بين صفوف المتعبدين

عن وطن يسكنُنا

عن قصيدة تجمعنا سطورها

لنبني كوخًا من الأمل

نشيّده بدمعة حزن

و دهشةِ قبلة

فاستقبلنا الثلجَ و أعيادَ الميلادِ على مدرج العمر

و شجرة أَرز تطل بفروعها على نوافذنا

فتمد يديك لأول الغيم

لتصلح وسادة أحلامنا

فننام كجريحين

ننزف الحياة و أوجاع الوطن

نقطة نقطة