English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

على حافة الغضب

     
على حافة الغضب

اعتزلتُ البقاءَ بين ثنايا أوهامِك
لتبقى مع تشرين وحيدا 
تحت سقف خيالِك
تحاكي الغيومَ و المطر 
الموجَ و نسمة هاربة من كفي 
كنت ألبس ظلك كلما مات شتاءٌ آخر
فالظل مع المغيب يهرب
و أنا أصبحت ظلًّا لذاتي
على حافة الغضب
قدمت لأبجديتي كأسًا من الخيال
فثملتْ مرغمة بضجيج أنَّاتي
حتى استيقظتِ الشمسُ على كفِّي
فجلست أعُدّ حروف القصائد
فلا تتجاوز إحداها حروفَ اسمي
فحروفي نبذتك
كما ينبِذ الفجرُ العتمة
فالظل مع الشمس يرحل
و أنا أصبحت ظلًّا لذاتي
على حافة الغضب 
أنزلتُ ستائر الفصول عن نوافذك
تاركة مسرح كذبتِك
صلبتُ ما تسرب من نبض قلبك
على ساريةِ غربتِك
فالظل مع السفر الطويل يموت
و أنا أصبحت ظلًا لذاتي
على حافة الغضب
لن أبرر لك غيابك
و لن أترك لك رسالة 
لن أدَّعي النسيان
و أعود لنقطة البداية
فالظلُّ مع المطر يذوب
و أنا أصبحت ظلًّا لذاتي
على حافة الغضب
اخشع في عزلتِك 
و مدّ يدَي القصيدةِ بالدعاء
و لا تنتظرني هناك
في ركنك الخالي من الهمسات
أنت و كتبك
و رفوف قلبك الفارغة إلا من لغة مهملة جرداء
فالظل على الورق سراب
و أنا أصبحت ظلًّا لذاتي
على حافة الغضب
اعتِقِ الفراغ من صمتِك الثقيل
فأنا نسجتُ من صمتي حروفًا تصرخ
حدّ الاختناق على أسوار أشعارك
فهلا فسرتَ لي ما عجزتْ مداركي عن فهمه
نفضتُ غبارَ الوجع عن أيامي
لأحرر صوتي من قيودِك
فالظل مع الصوت يهرب
و أنا أصبحت ظلًّا لذاتي
على حافة الغضب
قل ما تشاء
و ابعث في نفسي ثورة 
ابعث في روحي الرحيل
فقد لملمتُ أحلامي المبعثرة
رصعتُها في شرايين كفي
فاتقدتْ شموع شموعًا تضئُ ليَ الغدّ
فوضعت جبيني على وسادتي
و نمت
فالظل قبل النوم بابتسامة يحترق
و أنا أصبحت ظلًّا لذاتي