فوق أرصفة الجوع الحبلى بالأغاني
شدني الوقت من معصمي بقوة
ليخرجني من عرش ذهولي
غامسًا روحي في كأس اللقاء
فاتحًا خزانة أحلامي
ليختار منها ما يلائم توقعات المطر
و هدير الهمس
و موج الأقحوان في وجنتيّ
تنساب أصابعي على ثوبي المعلق
المرتاب من ضوء يغافل لونه
يأتي صوته ساكنًا عمق البحر
كأنه العزف على أوتار ترقبي
متمتمًا : هذا الثوب يلائمُ أشواقي
فوق أرصفة الجوع الحبلى بالأغاني
جاء كطيف من وعيي
ملتقطًا سيجارة أشواقي
من فوق المكتبة العارية من أشعاري
ينفِث غيمةً دائريةً من الدخَان
فتضيئها خيوطٌ من النور
لتلبس غيرَ ألوانها الورود
يقرأني بنظراته المسافرة في تضاريس صمتي
متمتمًا
هذا البوحُ يليق بجنون عاشق
فوق أرصفة الجوع الحبلى بالأغاني
افترشت شالي البنفسجيَّ على رصيف أحلامي
أشحذ أوراق الفصول من دفاترك
لتصبح وقودًا لأمنياتي
فتتساقط القوافي
لتصاب بتخمة المسافات خطواتي
يشدّ أوتار الحنين نحو ضلوعه متمتمًا
هذا الاشتعال يليق بأنغامي
فوق أرصفة الجوع الحبلى بالأغاني
اقتلعتني الذكريات من جذور الصمت
موقظة الأمكنة من سباتها
أتوتر من خشخشة قريبة
من رفَّةِ عطرك
من حفيف شجرة اللوز
أسمع ضجيجًا قادمًا من مقهى يرتادُك
فأمشي على أطراف ظلك
أتتبع آثار الدخان المنبعث من فنجانك
تلقي بالتحية و ابتسامة
متمتمًا
هذا العطر يليق بربيع عينيكِ الدائم
فوق أرصفة الجوع الحبلى بالأغاني
أنعتق من سطوة مخيلتي القاسية
لاقترب من وهج جنونك
لتنبعث الأغاني في فضاء الليل
فتأخذنا الخطوات لساحة العناق
قبل أن يعزف الفجر على أوتار الموج نشيدًا برِّيًّا
شاهد ايضا

محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات