أنا لا أشبه امرأةً تعرفُها
أنا لستُ كتلك التي تطوي عطرَ الياسمين
تضعه خلسة في جيبِ معطفِك
بينما تلملم النجومَ من عينيك
و بيد مرتجفة
و بخيط أحلامِها
تصنع عقد عبوديتِها و هي تنتظرُ
عودة فارس رسمتْه على جدران قلبها
أنا لست كتلك التي تجمع الفصولَ من دواوين الشعر
تضع كل حرف على فسيفساء أيامِك
لعلها تجد نفسها في قصائدِك
و بابتسامة باهتة
و بألوان سرمدية
تلوِّن سجنَ أشواقها و هي تنتظر
مطرًا يغسل المسافات من على كلماتِ عشقها
أنا لست كتلك التي تقطف الشمس من نوافذ الصباح
تطرز من الضوء شالًا يحتويك
تدثر به الوقت من برد أشواقك
و بلهفة مشتعلة
و بحركات مبهمة
تحتضن رسائل أوهامِها وهي تنتظر
فراشاتٍ تحلق في سماء أمنياتها
أنا لست كتلك التي تتوسد الهمس في الليل
تلبس ثوبَ هواك
ليحميها من ريح غربتك
بدمعةٍ مخنوقةٍ
و كلمةٍ هامسة
توقظ حنين عمرِها و هي تنتظر
حروفًا ترصف بها الطرقات في مدن خرائطها
أنا لست كتلك التي تصنع قهوة من حبر الحروف
تسكبها على أوراقك
تقرأها عندما يشتد صمتُك
بتنهيدة حارقة
و رشفة صمت
تكتب قصيدة عشقها و هي تنتظر
نقاطًا توقف بها جموحَ أحزانِها
أنا لست كتلك التي تعزف على أوتار الصمت
تراقب تماوج الألحان في بحرك
تتأمل الأزرق و هو يفترش مراكبَك
بفرحة تُحتَضَر
و نغمة حزن
ترتل لحن أحلامها و تنتظر
أغنيةً تجددُ الحنين في مشاعرها
أنا لست كتلك التي توقد شموع العمر
لتزرع المحطاتِ بظلك
تشحذ الذكرياتِ من حقائبك
بخفقة وجع
و كلمات تستعر
تدعو عتمة حقيقتِها وهي تنتظر
أن يرحل غبارُ الزمن عن مرآتها
فأنا لست امرأة في خزائن مغامراتك
تعلقها على مشجب قيودك
تتباهى بها في حفلاتك
تتلذذ بعطرِها العالق على بدلتك
فأنا لن أكون امرأة تشرب من كأس هزيمتِها أمامك
شاهد ايضا
محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات