بعد غيابكَ بفصلٍ و موجة
عدت لأفتحَ أدراجَ أوراقي
لتخرجَ من قمقمها الحكايات
و تلغي حدود الصمت
لتحلق كفراشات الضوء
تتساقط من سقف أحلامي
ليمتلئ أثير الليل بالدهشة
كأنني في مجرة بيضاء
تدور في فلك ساعة الحائط
التي تدق عقاربُها معلنة مراسيمَ غجرية
يتسلق ضجيجُها على حافة أيامي
ليمتلئ إناء ذاتي المزركشة بالقوافي
بعد غيابكَ بفصلٍ و موجة
امتطى الخوف خيولَ جنوني
فتراجعتُ
عندما لدغني الشوق بعد الألفِ بخفقة
و أنا أرى ابتسامتك من خلف ستائري المخملية
و أسمع خطواتِك وهي تبتعد
كريح تشرين الحائرة
تلامس أذني بنعومة
لتهمس لي
اتبعي وهجَ الروحِ العالقة في عباءة الذكريات
بعد غيابكَ بفصلٍ و موجة
امتدت أعناقُ الأشجار
لتتشابك
كأصابعِك التي كانت تعتصر خصري
فتتبعت حدسي الفارغ من الكون
حين تلاشت عصافير الدُّوري
و تعرت الفروع من ذاتها
كما يتعرى العمر من أيامي
فاقتربت من صخرة عجوز
يشاكسُها الموج كما تشاكسها قدمي
الحرة من أول خطوة
بعد غيابكَ بفصلٍ و موجة
أناءت السماء
و أنا أبحث في غابةِ أفكاري
عن حفرةٍ لفظت طريقك
فتُهت
و تاهت مني الخطوات
لتخترق رصاصة يتيمة جوفَ العتمة
و هي تلاحق ظل عباءتك
المعلقة على مشجب قلبي
فأصبح الكون كبقعة دم يقظة
تساقطت على طاولتي
كما يتساقط المطر على النافذة
بعد غيابكَ بفصلٍ و موجةء
سقط في هاويةِ الحزن خيالي
بعد منتصف الليل بدمعة
فمسحت تجاعيدَ الحزن عن وجهي
و ابتسمتُ و أنا أحضِر حقيبة النسيان
اشتريتَها لي كتذكار من آخرِ محطة وصلتْها رياحك
وضعت بها الحبر و القلم
و زجاجة عطري المعتق بالحنين
وضعتُها على عتبة تمردي
فرمقتني غيمة هاربة من الموت الحتمي بسيف الفجر
فادعيتُ الغياب
و أدرتُ لها ظهر الريح
و رحلت عنك و منك
شاهد ايضا

محول الأكوادإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء الإبتسامات