English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

ما زال صوتُك في أذني



ما زال صوتُك في أذني
يستنهضُني من غفوتي
يداعبُ ذاكرتي
أشعر به رقيبًا على كل محاولاتي
لانتزاع ذكرياتي من روح مُثقَلةٍ بالحنين
ليسكبَني العمرُ في قبضةِ هواجسي
التي تدق أبوابَ أحلامي
ليصبحَ الوقتُ كحبات مسبحةٍ سوداء
تتوالى على بياض أوراقي
 فتتحولَ الأقلامُ إلى حِراب
تنخرُ دروعَ قوتي
حتى أصبحتُ عزلاء من معركةِ الشوق
و كلما وصلتُ للتيه شغوفٌ
بالبحثِ عن أبجديةٍ جديدة
أجدك شاخصًا أمامي
تهمس بصوتِك الشجيّ
لا تفعلي أشياءًا ملغومةً بالعفوية
فقلبي كنقطة ماء باردة
تغفو على حروفِ قصيدتِك
فأتشطى كلما مرَّ ظلّك على ذاتي
فتعودينَ لجمعي في محبرتِك
لتحفرين على جدران نبضي البوح
كما كان يحفر السومريون
أساطيرَ عن الحبِّ السرمديّ
تركوا أثاره على لوحاتِهم
فأين ستتركينني في ذوباني الأخير
فأرسم ابتسامةً ماكرة
و أنا أتخيلك هناك
في عراءِ ذاتك
لا شيء يدثرك من أعاصير عتابٍ أستدعيها
كلما رأيتُك
فأتراجع كقطة متعبة
لأجدك شاخصًا أمامي
في الزاوية تبتسم للفراغ
ترتشف فنجان صمتِك الساخن
فأرخي ذاكرتي على أوتار عزفِك
لأتتبع أغنيتي في شريط ذكرياتنا
 تسبقني خطوةُ اللهفة
فتركض بي بلا خرائط
ثم تعود بي خطوةُ الخوف لمكاني
فأتسمر وسط المقعد
كأني الإلهة قادمة من زمن الحب
حطت رحالَها بالقرب من أهازيج الفصول
تهمس بصوتك الشجي
لا تفعلي أشياءًا ملغومة بالعفوية
فكيف أبررُ ذلك البرد
الذي يتوغل في ذاتي
و في جسدي كلما مرَّ عطركِ بقربي
فأنشطرُ طوعًا على نغمة أغنية تسمعينها
فأقهقه و أنا أتخيلك هناك
و أنت تمنح وشوشتك للريح
لتزيد من إيقاع قلبي
و أنا أسمع سلسلة من خطواتك تقترب
تعيدُني لضجيجِ الشوق
زاد لمعان عينيك حَيرتي
لأوشك على الغرق
في تلك الرقصة الطافحة بالذهول و الألوان
فيتألق وجهك بابتسامة
بينما أنظر لساعتي
نظراتٍ للازمن و الزمن المتناهي
تسقط الأعداد و نبضُ الساعة يموت
و لا يبقى إلا دفءُ يديك و خطواتُنا
تستدعي لحظة اللقاء من أشعاري